يوميات عابر سبيل


ذهول اعترى أوراقي, تساؤل امتزج مع ذهولها, إلى متى والقلم يرفض أن يبوح بسره وسري, إلى متى ستظل الكلمات همسات غير مسموعة, إلى متى أظل ابكيه بصمت .!!.. واسمعه بصمت , وبين الصمتين اختناق لذلك البوح .. هناك مشاعر ترفض الأوراق أن أبوح بها, لما تحتار الأوراق في ترجمت بوحي إليكي ..!؟ ولما أنا ما زلت هنا اهمس .. اهمس لنفسي ..!؟ فبعد ان حرمتينى حتى من( لحظات الوداع) فقد كان فراقنا فراق بغير وداع ,ووداع بغير تجريح او بكاء. فلم اجد الا تلك الاوراق والاقلام اللعينة الجأ اليها لاكتب لك رسالة لعلك تشعرين بى وبمن انا؟!!
فرسالتي هذه هى وداعي الأخير لك سيدتي...
 اما انا: فرجل من زمن الرحيل..لم أختر نهاية من نهاياتي قط , تركتينى ورحلتى! فى صمت رهيب فكان الصمت عنوانك دائما!..واسكن فى مدينة مظلمة بعيده عن اسفارك, ياله من قدر قد وهب لك حياة من دونى  ووهب لى رحيلا بدونك.. كنت صريحا وصادقا معك منذ أول يوم. واقسم انى لاأشعر بالذنب لانى لست من قسى على قلبك.
وقبل أن أودعك..وداعي الأخير..سأعترف أمام عينيك وصورتك الملائكية.. انى أحببتك .فلم يكن حبي لك جريمة..
و سأكون صريحا كعادتى فلن أنساك ليس لأني لا استطيع.!,بل لأنك جزء من تاريخي حياتي .. لأنك من ماضي قلبي ..ولا حاضر أو مستقبل بدون ماضي..أعترف بأن قلبي أحبك..لكني مجبر على أن أحنط ذكرياتك.
ولن يموت حبى لك,او يتحول لكره لمجرد فراقك.
 ولن انسى دمعتك عندما كنتي حبيبتي.. لن أنسى أي شيء من ذكرياتك.. أبتسامتك البريئة ..وتلك العيون الجميلة التي كانت تذكرني بذات العيون الكحيلة ..ألم اقل لك ذات يوم أنك تذكريني بامرأة عرفتها منذ زمن بعيد.. كنت قد وجدت فيك كل ما فقدته فيها…لكن وداعك كان قاسيا جدا.....لقد طعنتينى بخنجر الغفله والرحيل.!فأكذوبة حبك قد بانت ووضح زيف مشاعرك!            
بعد الفراق, سأرحل بمشاعرى وسترحلين بمشاعرك ويظل كلانا يحمل جزءًا بداخله من مشاعر الآخر
فهل ستحافظين علي مشاعري التي بداخلك
 كما أحافظ أنا عليها الآن أم ستتركيها تموت بداخلك؟!
وستمر الايام ,وتلتقين بآخر وسألتقي بآخري وعندما تسألني عنك سأذكرك بخير وسأخبرها أن الأيام هي سبب فراقنا فهل ستذكريني بخير عندما يسألك هو عني؟!
ولا تقولي ظلمني ولن أقول ظلمتني ,فلا داعي لتزييف الحقائق وتجميل المشاعر فكلانا يعلم سيدتي أن أحدنا كان الجاني وأن الآخر هو ضحيته...!
وعندما يخبروني برحيلك عن عالمي ويسألوني عنك ستدمي عيني لفراقك  وسأقول كانت حبيبتي فهل ستقولين ذلك عندما أرحل عن عالمك  ام ستقولين لا أذكره..    ولا تُذكروني به؟! 
ولكن لي أمنيه اخري وهي الا تطلبين مني السماح لان قلبي هو من يسامح وهو  ليس ملكي فابحثي عنه  كي يسامحك وان وجدتيه فارسلي له سلامي فلقد  اشتقت اليه كثيرا ,ولكن اعلم جيدا انك لن تجديه لأنك أنتي من اضعتيه....
وسأظل عابرا وحيدا شريدا ألمم اشلاء قلبى الممزقة بين مدن الحزن البعيدة...
لقد علمني الرحيل ألا أحب امرأة تخلت عني..وألا أحب في رحيلي الا صمتي فمايزال لدى حلمى القديم لأحققه فى مكان ما من العالم حيث الحب ينتظرنى.نعم...,تنتظرنى امرأة اخرى,لكن لاأعلم من هى وأين سألقاها..؟
 فوداعا يا من كنت حبيبتي وحدي.وداعا ياطفلتي وملاكي الصغير..أتمنى لك السعادة مدى العمر.
واذا جاء بعد فراقنا (عيد ميلادك ) فلاتنسى ان تفرحى وان تضحكى وان  تلبسى الجديد ولاتنسى انى اول من هنئك بعيد ميلادك.....
وان ضاقت بك الدنيا ذات يوم..تذكري انه كان هناك قلب رجل في مكان ما...وأن هذا القلب كان ملكا لك وحدك ذات يوم..
حبيتى.اقصد سيدتى..لم يعد للوفاء مكانا فى عالمنا لذا سأبحث عن عالم أخر اجد فية كل مافقدته معك
واحتفظى بتلك الرسالة..فهى لكى انت وحدك..!!! وأدفينيها بجوار صورتى فهى كل مابقى منى لديك..
صدقينى ان حبكِ شيئ خارج عن الاراده  لا استطيع نزعه او ابعاده
ولكن فراقكِ شيء قد كتبه الله في كتابه.....


امضاء:عابر سبيل

تعليقات

‏قال غير معرف…
جميل جدا...........
‏قال Amira Mohammed
رائع انت ايها العابر للسبيل ...ولجمال روعتك رونق يخطف القلوب والعقول والابصار...هنا...توقفت الكلمات عن الجريان على لسانى ولكن ما اعرفه جيدا ان الصمت فى حرم الجمال واجب وانا ساصمت ..ولتتقبل صمتى

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة الميدان للشاعر عبد الرحمن الابنودي

اسف يا قلبى